إن البناء الثقافي والمعرفي لأبطال الرياضة العراقية وتسلحهم بالمعارف والمعلومات الرياضية هو أمر مطلوب أمام رياضيينا ونجوم ألعابنا، ويشكل دافعاً قوياً للرياضي في مجاله أو في مجالات الحياة المختلفة.
وكلما كان البطل الرياضي متمكناً في اختصاصه، أصبح نجماً لامعاً في لعبته، وهنا نجد أن الرياضي الواعي والمثقف يساهم في الارتقاء بزملائه في الفريق أو المجموعة.
إننا في الوسط الرياضي نعاني من تدني المستوى الثقافي لعموم الفرق الرياضية، فالجهل والأمية تنعكس سلباً على القطاع الرياضي، أما المستوى المتقدم في الوعي فيلعب دوراً فاعلاً في البناء الثقافي والمعرفي للرياضيين. فالقدرة على معرفة خطط اللعب وإتقان اللاعب لواجباته تعتمد أساساً على ثقافة اللاعب ومدى معرفته بأسرار اللعبة، وبالتالي دوره في تقديم الأداء الأفضل في مسيرته الرياضية. وهذا ما كان بعض المدربين يمارسونه تجاه اللاعبين من حيث فسح المجال أمامهم لمناقشة خطط اللعب، مما يوفر فرصة للاعبين لطرح أفكارهم من خلال مداخلاتهم. وهذا التوجه مطلوب وبقوة، وخاصة مع الأعمار الصغيرة، حيث إن البدء المبكر في البناء الثقافي يساهم بشكل كبير في تحقيق الإنجاز الرياضي.
إن رياضيي اليوم مطالبون باحترام قرارات الحكام حتى وإن كانت خاطئة، وعدم الاعتراض عليها بعنف لا مبرر له. وهذا يعتمد بشكل رئيسي على البناء الثقافي والفكري الذي يحمله اللاعبون.
أحبتي، يا قادة المنتخبات والأندية الرياضية، وأنتم تشاركون في المنافسات الدولية بكل ألعابها، أنتم مطالبون بالارتقاء في المستوى الثقافي والفكري الذي يساهم في نجاح فرقكم وألعابكم. ولتكن البداية مع الأعمار الصغيرة والفئات العمرية، لأنها أساس الرياضة، وعن طريقها تضمنون اللبنة الأولى في تحقيق الإنجاز الرياضي ومعرفة الرياضيين مبكراً لواجباتهم ومسؤولياتهم.
نتمنى لأبطال الرياضة وألعابها أن يكونوا نماذج حية للأجيال القادمة من الرياضيين.