أحسب أن البعض، وكاتب السطور منهم، لم يصدّق، يوما، أن تصوّت نساء، نائبات، على تعديل في قانون الأحوال الشخصية يشرّع لاستعادة عصر الجواري، لكن هذا ما حدث، لكي نستعيد، ونقبل (بالمناسبة) ما يقال بان جنس الذكور ليس وحده مصدر إذلال النساء وهضم حقوقهن المدنية. ثمة كاتبة مغربية اسمها عائشة مخلد، مثلا، أنكرت، قبل سنوات، حق المساواة بين الجنسين، بل ووصفت أغنية شائعة بالكفر والتعدي على الذات الالهية.. تقول الاغنية: "يأتي الطفل عندما يرغب الأبوان.. ويكون بينهما حب" وأثار ذلك سخرية ملايين النساء فضلا عن الرجال من مناصري حركة الحقوق المدنية، أما النائبات العراقيات اللواتي أعطين أصواتهن إلى ترخيص بيع الفتيات القاصرات فقد قدمن مثالا أسطع على تمرغ وعي المساواة بالوحل، وفي بلاد كانت المرأة فيها (قبل خمسة الاف سنة) قد منعت الرجل من التجاوز على حقوقها وشرعت "قانون أشنونا" الذي يعطيها حق "طرد الزوج من المنزل إلى مَن يؤويه" في حال مدّ يده عليها بالضرب، وفي حقب متأخرة ارتفع شأن النساء على يد مصلحين دينيين كبار بوصفهن "تاج على الرؤوس.. لا جوارٍ".

قف.. مجلس العجائب
- التفاصيل
- عبد المنعم الأعسم
- اعمدة طريق الشعب
- 390