اخر الاخبار

تشهد مدينة الإسكندرية شمالي بابل، مشروع تأهيل "خان الإسكندرية" الكبير، أحد أبرز المعالم التاريخية العثمانية في العراق، وذلك في إطار خطة متكاملة تهدف إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وتحويله إلى مقصد سياحي.

وشُيّد هذا الخان في القرن السادس عشر الميلادي. وكان يُستخدم كمحطة استراحة للقوافل التجارية والزائرين المتجهين إلى العتبات الدينية في كربلاء والنجف. كما يتميز بتصميمه المعماري. حيث يتكون من ثلاث قلاع متداخلة وقباب متعددة، لكنه أهمل في خمسينيات القرن الماضي، ما أدى إلى تدهور بنيته بشكل كبير.

وتُشرف مفتشية آثار بابل على أعمال التأهيل، التي تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، شملت الأولى، التي نُفّذت بعد تخصيص مبالغ لها من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث، رفع الأنقاض والتراكمات البنائية والنباتات البرية، إلى جانب أعمال إظهار الجدران والسلالم والآبار، وبناء ستارة خارجية لحماية الموقع من التجاوزات، إضافة إلى تدعيم الجدران والقباب المتصدعة.

أما المرحلة الثانية، التي لا تزال قيد التنفيذ بتمويل من ديوان محافظة بابل، ضمن خطة إعادة الاستقرار للمناطق المتضررة من الإرهاب، فتركّز على تأهيل الخان الغربي المعروف بـ"خان الوقف". وتشمل الأعمال ترميم الأرضيات، معالجة مشكلة المياه الجوفية، بناء الجدران والأقواس والقباب المتهالكة، إضافة إلى تنفيذ ممرات أمامية وأعمال كهربائية متكاملة.

في هذا الصدد، قال المهندس سلمان أحمد، رئيس لجنة صيانة الخان: "نعمل على إعادة الحياة إلى هذا المعلم التاريخي المهم، ونسعى إلى الحفاظ على طابعه المعماري الأصيل باستخدام مواد وتقنيات تتناسب مع طبيعته التراثية"، مضيفا في حديث صحفي أن "مشروع التأهيل لا يقتصر على الترميم فقط، بل هو خطوة لتحويل الخان إلى مركز ثقافي وسياحي يخدم أبناء المنطقة والزائرين من مختلف المحافظات".