أثارت إزالة تمثال المعلمة الشهيدة خالدة تركي من "ساحة الطيران" وسط البصرة، موجة استياء شعبي واسع، وسط تساؤلات عن دوافع رفع النصب الذي يجسّد رمزاً لتضحية المرأة العراقية.
وكانت المعلمة خالدة قد استشهدت عام 2016 داخل سيارتها، إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب منها. إذ اشتعلت النيران في جسدها فاحترقت ملابسها، فاختارت البقاء في سيارتها وسط النار حفاظا على عفتها، وحينها طلب منها أحد عناصر الشرطة النزول من سيارتها، وقال لها أن مثل أخيك سأسترك بقميصي، لكنها أصرت على البقاء داخل السيارة. الأمر الذي ترك وقتها أثرا كبيرا في نفوس أهالي البصرة. فقامت إدارة المحافظة بتسمية إحدى المدارس باسمها، ونصبت لها تمثالا. فيما اسماها الأهالي "شهيدة العفة والشرف".
وبقي هذا التمثال شاخصا لسنوات، حتى رفعته الجهات المعنية أخيرا في وقت متأخر من الليل، إثر تنفيذ مشروع في الساحة.
وتنقل وكالة أنباء "بصرة 365" عن مواطنة قولها، أن "الشهيدة خالدة ليست مجرد اسم، بل قصة تحكي عن عفّة امرأة احترقت ولم تسمح بأن تُمس كرامتها"، مطالبة بإعادة التمثال ليبقى شاهداً على كرامة تلك المرأة.
فيما نقلت عن مواطنة أخرى القول أن "هذا التمثال رمز للعفة. يجب إعادته احتراما للشهيدة وللمرأة العراقية التي ضحت بحياتها في سبيل مبدأ سامٍ".
وكان أهالي البصرة قد أقاموا حفل تأبين للشهيدة قرب تمثالها، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادها، ما جعلها راسخة في الذاكرة الجمعية.
وحتى الآن لم يصدر توضيح رسمي من الجهات المعنية، بشأن أسباب إزالة التمثال.