ضيّفت رابطة المرأة العراقية بالتعاون مع منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، المخرجة السينمائية إيمان خضير، التي عرضت فيلمها الموسوم "جواد سليم وسيمفونية البرونز"، الذي يوثق مراحل تشييد نصب الحرية، وذلك في جلسة حضرها جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين في الشأن الثقافي.
الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها نائبة رئيسة رابطة المرأة سهيلة الأعسم، واستبقتها بالحديث عن التحديات الفنية والسياسية التي واجهت تنفيذ مشروع نصب الحرية، وعن دور الفن في حفظ الهوية الوطنية.
وأظهر الفيلم، وهو وثائقي، مراحل تشييد نصب الحرية، الذي كلفت حكومة ثورة 14 تموز 1958، الفنان الرائد جواد سليم بإنجازه، ليكون شاهدا على تحولات البلاد السياسية والاجتماعية. كما أبرز الفيلم التعاون الاستثنائي بين جواد سليم، والمعماري رفعت الجادرجي الذي صمم قاعدة النصب.
ويطرح الفيلم رؤية سينمائية تمزج بين الأرشيف الحي والدراما. كما يتضمن آراء نقدية حول النصب للناقدين ياسين النصير ود. جمال العتابي. وفضلا عن ذلك يُظهر التناقضات التي أحاطت بالنصب، والتي تحوّلت إلى معركة وجودية بين الفنان والسلطة السياسية آنذاك.
ويعيد الفيلم بناء الأحداث من خلال سرد المعماري رفعت الجادرجي، الصديق القريب لجواد سليم، والوسيط بينه وبين الزعيم عبد الكريم قاسم. فالجادرجي هو من أقنع قاسم بفكرة إنجاز النصب.
وتابعت كاميرا خضير رحلة جواد سليم إلى إيطاليا. حيث استقر مع عائلته موقتا، بينما كانت قطع النصب البرونزية تُصب في بلدة بستويا التاريخية. وهناك، تحوّلت الورشة إلى فضاء للتجريب، وكان طالباه محمد غني حكمت وصادق ربيع يساعدانه في تكبير النماذج المصغّرة، بينما هو يحاول التوفيق بين طموحه الفني والضغوط التي يتعرض لها. فقد طُلب منه مثلا وضع صورة الزعيم في "قرص الشمس" أعلى النصب، لكنه رفض ذلك.
وكان من بين اللحظات الصعبة التي تناولها الفيلم، لحظة وفاة جواد سليم بنوبة قلبية قبل افتتاح النصب بأيام، ليُشيّع من معهد الفنون الجميلة.
وبعد انتهاء العرض، جرت نقاشات حول الفيلم بين الجمهور والمخرجة .
وفي الختام، قدمت رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، شهادة تقدير إلى المخرجة إيمان خضير.