انسحب الجيش الإسرائيلي من القرى التي كان يسيطر عليها في جنوب لبنان، مع إبقاء قواته في خمسة مواقع، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني لبناني.
وأضاف المصدر، أن الجيش اللبناني بدأ بالانتشار في المواقع التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي "بشكل تدريجي" نظراً لـ "وجود متفجرات في بعض الأماكن، وتضرر الطرقات".
ويأتي هذا الانسحاب بالتزامن مع انتهاء المهلة الممنوحة لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد، أمس الإثنين، أنه سيحتفظ بوجود محدود في خمس "نقاط استراتيجية" على طول الحدود مع لبنان، رغم الضغوط اللبنانية والدولية المطالبة بتنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش سيبقى في خمس نقاط مراقبة داخل الأراضي اللبنانية، لـ "حماية البلدات الحدودية شمال إسرائيل"، متوعداً بالرد على أي "انتهاكات" من قبل حزب الله.
من جهته، قال الجيش اللبناني إن وحداته العسكرية انتشرت في عدد من البلدات الحدودية جنوبي البلاد، من بينها كفركلا ومرجعيون، وميس الجبل، ومارون الراس.
وأضاف الجيش اللبناني في بيان، أن قواته انتشرت في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب نهر الليطاني، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وأشارالبيان إلى أن الجيش اللبناني باشر في فتح الطرق ومعالجة الذخائر غير المتفجرة في المناطق التي انتشر فيها.
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نحو 20 عاماً؟
وكان وقف إطلاق النار، الذي أُبرم بوساطة أمريكية ورعاية فرنسية، قد دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. ونص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، إلا أن المهلة تم تمديدها حتى 18 فبراير/شباط 2025. وينص الاتفاق أيضاً على أن يقتصر حمل السلاح على "القوات العسكرية والأمنية الرسمية" في لبنان، مع منع الحكومة اللبنانية أي نقل للأسلحة أو المواد ذات الصلة إلى الجماعات المسلحة غير الحكومية.
وقال دبلوماسيون ومحللون لوكالة رويترز، إن صياغة الاتفاق، التي جاءت أشد حدة من قرارات سابقة لمجلس الأمن الدولي، تشير إلى أن الدولة اللبنانية ستضطر إلى ممارسة مزيد من الضبط على أنشطة حزب الله، الجماعة المسلحة التي تعتبر قوة سياسية وعسكرية بارزة في لبنان. وتشرف على تنفيذ الاتفاق لجنة ترأسها الولايات المتحدة وفرنسا.
من جهته، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي، ناداف شوشاني، للصحافيين: "بناءً على الوضع الراهن، سنترك قوات محدودة منتشرة مؤقتاً في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان، بحيث نواصل الدفاع عن سكاننا ونتأكد من عدم وجود تهديد فوري".
وأضاف أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان أمن إسرائيل في ظل المخاوف من استمرار نشاط حزب الله في المنطقة.
ورداً على ذلك، اقترحت فرنسا أن تحل قوات من الأمم المتحدة، بعضها فرنسي، محل القوات الإسرائيلية في النقاط الحدودية الرئيسية. إلا أن المسؤولين اللبنانيين أكدوا رفضهم لأي وجود إسرائيلي في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الانسحاب.